نعم، أدام الله عز الفقيه سامي الرفعة، إني حاسد هذه الرقعة، لأنها تحظى دوني برؤيته، فلو حظيت بمثل ما به حظيت، لبلغ قلبي غاية أمنيته. أمثال أضربها عليك ما لها أمثال، وسلسال أمزجه لديك يحيا به الصلصال، يا أيها الخطى الذي أنبته وشيجه، يا أيها الأعوجي الذي هذبه تخريجه، يا أيها الفرع الذي ثبت أصله فوق السماء، وشمخ سنخه بناصية الجوزاء:
إذا ثبتت فوق السماء أصوله ... فأين أعاليه وأين الذوائب - بعد صيتك في النباهة حتى طبق الغبراء، وصعد سروك في الجلالة حتى آنق الخضراء، لو اقتصرت على ما بنى لك أولك، لسبق جهد السابقين مهلك، بل ينيت على ما بنوا، وسموت كما سموا؛ فلو فضت خواتم الطين، عن بائك الأكرمين، لبصرت بعظامهم تهتز وهي رميم، إعجاباً بما أهداه إليها سعيك الكريم:
فقد يضحك الحي سن الفقيد ... فتهتز أعظمه بالعراء خطبت ودك، فان ترني كفواً، بلغت المبالغ الشاسعة عفواً، ظمئت إلى شمول تلك الشمائل، فإن سقيتني منها نغبة، سرت في الأريحية حقبة، ما أرى الفقيه يعلم من أمري، أكثر من معرفته بضئضئي