عقيلة أتراب، كريمة أصحاب، تسمو بالنسب البحري، وتتيه بالنصاب الملوكي، قد أشبهت سرق الحرير لمسا، واشتق اسمها منه، ودعج الآبنوس لبسا، محكي لونها عنه، كأنما استلت من ظهر حية، أو حلت من أكارع طلا موشية، عنوان عزة، وجمال بزة، ودليل إنافة، وخليفة خيزران الخلافة، أبهى في أيدي الصيد، من طرر الغيد؛ وأحسن على أعناق الجرد، من قطاطي المرد؛ وكأني بالفقيه، يحرك رأسه عند هذا التشبيه، فيقول: الصدق على الألمعي لا يبطئ، وفراسة المؤمن لا تخطئ، كل على شاكلته يفعل ويقول، ومن جرابه يزن ويكيل، ويظن ما يظن، غفر الله له، وبعد رغبة له ورغبة فيه، أقول:
يا معلم العلماء يا زين الندى ... لله درك من فقيه أوحد
أكثرت إطرابي فظني أنني ... أصبحت من وعر العتاب بقردد
ما حق ذاك السوط سوط مدائح ... أصبحت منها بالمكان الأبعد
لما أتى سمعي فخرت شطارة ... وطردت مني منكبي متمرد
فامنن ببسط العذر في تأخيره ... منا أرد منه بأعذب مورد
وانعم بأيام أرق من الهوى ... وألذ من وصل الحبيب المسعد
تا الله إقسام المحب لما حبا ... دهري بأكرم منك علقا في يدي
أنت الوهوب أخو التفضل طالبا ... وأنا إذا قبلت يداك المجتدي