وله من أخرى خاطب بها والد غلام تناول بره في الحمام، قال فيها:
ولا ظهير إلا فريخ لي رطيب العظام، لم يقنأ دمه، ولا ثغر فمه، ولا انعقد مخه، ولا دعاه من الشباب شرخه؛ فعلى هذه الحال ما وكل بي النجيب ابنك - دامت به قرة العين - عينا راعية، وبترجيعي على علاة الحال أذنا واعية، فانتشاني من ذلك المقام بيد طالت أيدي المتطاولين إلى ركني، في سماء بعد على أرشية الأذرع هواؤه، وقعد عن القائم ماؤه، فوشكان ما استفرغ لي منه جمة المجهود، وقرب العدم من الوجود؛ وطاف علي منها بأكواب كما رأيت مقلة المشرق في دمعها المغرق، وسمعت بجابية الشيخ العراقي تفهق، وطرف ذلك بنبذ من أدبه البارع، كنبذ الزراع، ولمح من نظمه الساطع كبرقه اللامع.
وأنشدت لبعد الرحمن بن عبد الرزاق وزير عبد الله الأمير -[كان بها - من قصيدة أولها] :
بخل الظاعنون بالتسليم ... فأعاروا الجفون سهد السليم