ومن قصيدته التي بعث بها يومئذ قوله في أولها:

ثناؤك ليس تسبقه الرياح ... يطير ومن نداك له جناح

لقد حسنت بك الدنيا وشبت ... فغنت وهي ناعمة رداح

ثناؤك في طلاها حلي در ... وفي أعطافها منه وشاح

تطيب بذكرك الأفواه حتى ... كأن رضابها مسك وراح

ملكت عنان دهرك فهو جار ... كما تهوى فليس له جماح

فداك ملوك هذا العصر طرا ... فإنك ضيغم وهم لقاح

وأنت بكل ما تحوي جواد ... وهم بأقل ما حازوا شحاح

فزندك في العلا والحرب وار ... ولا زند لهم إلا شحاح

جزاك الله خيرا عن بلاد ... محا عنها الفساد بك الصلاح

جنبت إلى الأعادي أسد غاب ... براثنها المهندة الصفاح

وقدتهم فكان لهم ظهور ... ولولا الشمس ما ظهر الصباح

وقفت وموقف الهيجاء ضنك ... وفيه لباعك الرحب انفساح

وألسنة الأسنة قائلات ... قفوا هذا المؤيد لا براح

محمد بن عباد هزبر ... لعباد المسيح بدا فطاحوا ومنها:

رأى منه أبو يعقوب فيها ... عقابا لا يهاض له جناح

فقال له لك القدح المعلى ... إذا ضربت بمشهدك القداح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015