ذلك الطراز، ورقم ديباجه، ورصع تاجه. وكلامه نازل في المديح، فأما ألفاظه في هذه الأوزان من التوشيح فشاهدة له بالتبريز والشفوف، وتلك الأعاريض خارجة عن غرض هذا التصنيف.
فصل له من رقعة خاطب بها أبا بكر الخولاني المنجم يقول فيه:
إن لم تتقدم بيننا مخاطبة، ولا جرت بيننا مكاتبة، فقد علم الله تعالى أن ودادي لك محض لا يشوبه كدر، وأن ثنائي عليك غض يتضوع تضوع الزهر، فحال قدري لوصفك الجليل، مطرزة بذكرك الجميل، وتيجانه على مفارق مجدك الأثيل، مرصعة بلآلئ حمدك الجزيل. وكنت عند حلولك بالمرية، قد باشرت من أفعالك السنية، وشهدت من محاضرك الحسان، ما يكل عن وصفه كل لسان؛ وما زلت مذ غبت عنها - لا غاب نجم سعدك، ولا أصلد واري زندك - أذكر مآثرك، وأنشر مفاخرك، وأبث ما عاينت من مناقبك، كالذي يتعين من واجبك، أعان الله على أدائه، والقيام بأعبائه. ولما بلغنا ما سناه الله من التأييد والتمكين، والظهور على المشركين، بسعد المعتمد على الله، نظمت بعض ما سمعته من ذلك الخبر السار، ووصفت ما حاز فيه من الفخار؛ ولم تطب نفسي - فاديتك - على الإرسال بما قلت إلا لعلمي بجدك فيما يعول فيه عليك، وأشرت إلى ما تراه، وتقف عليه إن شاء الله؛ فلك الفضل في توصيل ذلك إليه، وتقبيل الكريمتين عني يديه؛ فإن نجح السعي وساعد السعد، فمن عندك أرى ذلك، فأنت المشارك المشكور على اهتبالك؛ ولولا جوائح جرت علي، فقصت جناحي وسلبت ما لدي، لأمضيت عزمي، وكنت مكان نظمي.