قال ابن بسام: وقد نهى بعض الظرفاء الأدباء عن إهدائها واستهدائها، قال الفقيه ابن قالوص في ذلك:

إعطاء مثلي للمقص نقيصة ... وأرى إعارتها أجل العار

إن المقص حكت بصورة شكلها ... " لا " والجواد ب - " لا " لئيم نجار وهذا من الاختراع البديع، والتشبيه المطبوع. وتشبيه ابن فتوح صديقه بالمقص من الوصف القبيح مما مال فيه إلى العقوق، وعدا به سواء الطريق. ومتى كانت المقص تشق الحناجر، وتجر الجرائر، كأنه لم يسمع قول الآخر، وهو ابن الرومي:

وما تكلمت إلا قلت فاحشة ... كأن فكيك للأعراض مقراض وهذا بالمقص أشبه، وعلى تفاهة قدره أنبه. ولم أسمع في المقص أحسن من قول ابن الرومي أيضاً يصف قوادة:

تسعى لكي تجمع وسطيهما ... كأنها مسمار مقراض وسميت المقص لملازمتها القصاص، وهو أطراف الشعر.

وقال ابن فتوح في صفة نحلة:

وطائرة تخفى كأن جناحها ... ضمير خفي لا يحدده وهم

منافرة للإنس تأنس بالفلا ... مرقرقة للشهد من بعضها السم

فادناؤها وهتك حجابها ... إذا احتجبت في غير إبانها ظلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015