مراكب الأمور العظام، وهو مع ذلك متماد في غلوائه، غافل عن عادة الله في نظرائه. فغضب يهود أحكامها، وذلل أعلامها، وتسمى من خططهم الشرعية بالناغيد، معناه المدبر بالعربية، خطة تحاماها قدماؤهم، وتطأطأ عنها قديماً زعماؤهم، اجترأ هو عليها بوهي أسه، وقلة نظره لنفسه. وأما ما بلغ من المنزلة عند صاحبه وغلبته عليه فما لا شيء فوقه.

أخبرني من رآه يساير صاحبه بساحة قرطبة في بعض قدماته عليها لبعض تلك الشؤون المضلة، والفتن المصمئلة، قال المحدث: فرأيته مع باديس، فلم أفرق بين الرئيس والمرؤوس، فأنشدت: " تشابهت المناكب والرؤوس ".

وحدثت عن ابن السقاء مدبر قرطبة يومئذ أنه قال: لا بأس بإسماعيل لولا أنه نسي اليهودية.

وكان على ذلك قد نظر في الكتب، وشدا أشياء من علم العرب. وكان آخر أمره قد حجب صاحبه عن الناس، وسجنه بين الدن والكاس، ملحداً في أمره، مبرماً لأسباب غدره، ووعد جاره ابن صمادح بالمرية أن يقعده مكانه، ويخلع على أعطافه سلطانه، فسرب إليه ابن صمادح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015