@فصل في تلخيص التعريف بمقتل ذلك اليهودي

وكان من عجائب ذلك الزمان الواهي النظام، اللاعب بالأنام، ترقي ذلك اليهودي المأفون الرأي، الزاري على كل ذي دين، لم تسلم له يهود في دينها الملعون، ولا أمنته على غيبها الظنين. وكان أبوه يوسف رجلاً من عامة اليهود، حسن السيرة فيهم، ميمون النقيبة عندهم، تولى لباديس ولأبيه قبله حبوس بغرناطة جباية المال، وتدبير أكثر الأعمال، ونجم ابنه بعد غلاماً وضياً، ومركباً - زعموا - وطياً، وكانت لمن اعتنى يومئذ بالغلمان فتنة، حتى كان يقال إنه وإنه، فقلد أزمة الأعمال، وخلي بينه وبن أثباج الأموال، وأوطئ عقبه جماهير الرجال، وجرى به طلق الجموح، مهوناً فيه مأثور القبيح، فنأى بجانبه، وأعرض عن ذكر عواقبه، حتى كان يغسل يده من القبل، ويتمدح بالطعن على الملل؛ ألف كتاباً في الرد على الفقيه أبي محمد بن حزم المتقدم الذكر، وجاهر بالكلام، في الطعن على ملة الإسلام، فما دفع عن ذلك بتأنيبن ولا استطيع تغييره عليه إلا بالقلوب؛ قد نصبه مكانه من السلطان غيظاً للأحرار، وحمة على الليل والنهار. واليهود مع ذلك تتشاءم باسمه، وتتظلم من جور حكمه، على ما كان قد رضخ لهم من الحطام، ووطأ لهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015