أإخواننا لهفا عليكم وحسرة ... فإنا صحبناكم أبر أصاحب
عليكم سلام من محب يودكم ... فقد قلقت نحو العراق ركائبي
وما هو إلا البين قد جد جده ... فلم يبق منه غير شد الحقائب
حقائب قد ضمن كل لطيفة ... وإن صفرت من منفسات المواهب
أمعتصما بالله يا خير موئل ... وأكرم مأمول وأفضل واهب
مضى الفطر والأضحى ولا نيل يقتضى ... فلم أخفقت وحدي إليك مطالبي
وكم عفت قدما من جزيل مواهب ... وقد خطبتني من جميع الجوانب
سأرحل عنكم دون زاد لبلغة ... وتلك لعمري سبة في العواقب فقال له ذو الوزارتين أبو الاصبغ ابن أرقم: عياذا بالله من ذلك يا أبا محمد. وما زال يعلن باضطراره، ويشكو الفقر في أشعاره، حتى أعياه ذلك، فجعل بعد يصف الغنى واليسار هنالك، تعريضا وتطييبا، فمن ذلك قوله من جملة قصيدة:
وما نذكر الإعدام إلا تخيلا ... لكثرة ما أغنى نداه وما أقنى
وأكثر ما نخشاه طغيان ثروة ... فإنا نرى الإنسان يطغى إذا استغنى فقال له بعض أصحابه: ومن أين هذا الغنى وقديما تشكو الفقر - ومضوا معه إلى منزله فما وجدوا معه غير قلة فخار وقدح للماء، ونحو ثمانية أرطال دقيق في مخلاة.