فديتك قل كيف اجترأت على النوى ... وخلفت من تهواه بالجزع ثاويا
ظننت بأن يسليك نأي محله ... وهيهات ما تزداد إلا تماديا وله:
عجبت أبا نصر لعيشك آسيا ... بفاس ما فيها مقام لفاضل
وفي حمص الدنيا نعيم وجنة ... وماء وظل وارف غير زائل @فصل في ذكر الأديب أبي محمد بن مالك القرطبي
@وإيراد جملة من نظمه ونثره
وكان فردا من أفراد الشعراء والكتاب، وبحرا من بحور المعارف والآداب، شق كمام الكلام عن أفانين النور والزهر، ورفل من النثر والنظام بين الآصال والبكر؛ ولم يقع إلي من شعره ونثره، إلا نبذة كإيماء المريب بذات صدره، وفيما أثبت منها ما يغرب بذكره، ويعرب عن عجيب أمره. وأقام بالمرية مدة تحت ضنك معيشة مع عدة مدائح، رفعها لأميرها ابن صمادح، فلما كان يوم عيد أنشده شعرا قال فيه: