فحاول مفاتنة أحق الناس بولايته، ابن خاله عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي عامر الفتى المتأمر - كان - ببلنسية بعد أبيه عبد العزيز المنصور، ولم يرع فيه حق صهره يحيى بن ذي النون كبير أمراء الأندلس، وقد كان بادر إلى مفاتنته، وبادر السير إثر خاله عبد العزيز بنفسه، طمعا في مدينة لورقة، فصد عنها خائبا، وانصرف على قطيعة عبد الملك منها وزير صدق، شيخ مجرب للأمور، يلجأ من تدبيره إلى كهف منيع، وهو الوزير ابن عبد العزيز، وعلى ذلك صمد ابن صمادح هذا على حصن من عمل تدمير وثب فيه لعامل عبد الملك، وجرت بينهما خطوب، واستعان بحليفه باديس، واستمده على ما ذهب إليه من الفتنة، فوجده مسارعا إلى ذلك، لما كان يعتقده من العصبية البربرية، ويذهب إليه من إيراء الفرقة بين أضداده الأندلسيين، على ذلك كله انقلب ابن معن هذا خائب السعي، قبيح الخجل، ضائع النفقة؛ انتهى كلام ابن حيان.
قال ابن بسام: ولم يكن أبو يحيى هذا من فحولة ملوك الفتنة، أخلد إلى الدعة، واكتفى بالضيق من السعة، واقتصر على قصر يبنيه، وعلق يقتنيه، وميدان من اللذة يستولي عليه ويبرز فيه؛ غير أنه كان