وهوى بنجمي من سماء سنائه ... وقضى بحطي من ذرا سلطانه ومن شعره أيضاً في بني هود، ولحق ابن الحداد بسرقسطة سنة إحدى وستين، فأكثر المقتدر بالله من بره، وعلم أنه متشوف إلى شعره، فمدحه بقصيدةٍ أولها:
أسالت غداة البين لؤلؤ أجفان ... وأجرت عقيق الدمع في صحن عقيان
وألقت حلاها من أسىً فكأنما ... أطارت شوادي الورق عن فنن البان
وأذهلها داعي النوى عن تنقب ... فحيا محياها بتفاح لبنان
وقد أطبقت فوق الأقاحي بنفسجاً ... كما خمشت ورداً بعناب سوسان ومنها:
وليل بهيم سرته ونجومه ... أزاهر روض أو سواهر أجفان
كان الثريا فيه كأس مدامة ... وقد مالت الجوزاء ميلة نشوان
وما الدهر إلا ليلة مدلهمة ... وشمس ضحاها أحمد بن سليمان وله فيه من أخرى أولها:
وقفوا غداة النفر ثم تصفحوا ... فرأوا أسارى الدمع كيف تسرح وفيها يقول:
كافأت متجهي بوجهي نحوكم ... ونواظر الأملاك نحوي طمح
أيام روعني الزمان بريبه ... وأجد بي خطب الفرار الأفدح
ولئن أتاني صرفه من مأمني ... فالدهر يجمل تارةً ويجلح