إذا صافحته الريح تصقل متنه ... وتصنع فيه صنع داود في السرد

كأن يد الملك ابن معن محمد ... تفجره من منبع الجود والرفد

ويرفل في أزهاره واخضراره ... كما رفلت نعماه في حلل الحمد

وقد وردت في غمره نهل القطا ... كما ازدحمت في كفه قبل الوفد

مفيض الأيادي فوق أدنى وأرفع ... وصوب الغوادي شامل الغور والنجد

فمن جوده ما في الغمامة من حياً ... ومن نوره ما في الغزالة من وقد

تلألأ كالإفرند في صارم النهى ... وكرر كالإبريز في جاحم الوقد

وإن ولهت فيه أذيهان معشر ... فلا فضل للأنوار في مقلة الخلد

ومنك أخذنا القول فيك جلالة ... وما طاب ماء الورد إلا من الورد قال ابن بسام: قوله " أذيهان معشر " بالتصغير، يشبه قول عيسى بن عمر: ما كانت إلا أثياباً في أسيفاط قبضها عشاروك. ولعله أراد أن يتبع أبا الطيب في قوله:

ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل وهيهات، ما كل من جرى سبق، ولا كل من ارتاح نطق.

وله من قصيدة أولها:

نوى أجرت الأفلاك وهي النواعج ... وأطلعت الأبراج وهي الهوادج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015