طواويس حسن روعتني ببينها ... غرابيب حزن بالفراق شواحج
موائس قضب فوق كثب كأنما ... تحمل نعمان بهن وعالج
وما حزني ألا تعوج حدوجهم ... لو الهودج المزرور منهن عائج
مضرج برد الوجنتين كأنما ... له من ظبات المقلتين ضوارج
وما الدهر إلا ليلة مدلهمة ... وكون ابن معن صبحها المتبالج
كأنك في الأملاك نقطة دائر ... وأملاكها منها خطوط خوارج
سماح وإقدام وحلم وعفة ... مزجن فأبدى مهجة الفضل مازج
فقد صاك من فضل العوالم طيبه ... وهل يكتم المسك الذكي نوافج
مساع أحلتك العلا فكأنها ... مراق إلى حيث السها ومعارج وله في من أخرى:
لقد سامني هوناً وخسفاً هواكم ... ولا غرو عز الصب أن يتعبدا
إذا شئت تنكيلا وتنكيد عيشة ... فحسبك أن تهوى سليمى ومهددا
وإن تبغ إحساناً وإحماد مقصد ... فحسبك أن تلقى ابن معن محمدا
حليم وقد خفت حلوم فلو سرى ... بعنصر نار حلمه ما تصعدا
جواد لو إن الجود بارى يمينه ... لكان قرار الحرب في الناس سرمدا
ذكي لو إن الشمس تحوي ذكاءه ... لما وجد الظمآن للماء موردا
ولو في الحداد البيض حدة ذهنه ... لما صاغ داود الدلاص المسدرا واصطبح المعتصم يوماً مع ندمائه، وأظهر صبية مهدوية في أنواع