انظر وبارك على حاس ومعتصر ... ماذا تولد بين القار والخزف
كأنما كأسها نجم على فلق ... وريحها نفس في روضة أنف
ألقيت في دنها الدنيا بأجمعها ... فليس عن صرفها قلبي بمنصرف
ولا الأمير أبو يحيى بمنتقل ... عن عادة البر والإجمال واللطف
تخالف الناس حتى في معارفهم ... وليس في خلقه خلق بمختلف
كمنت في الكون حتى لحت منه لنا ... فرد الجمال كمون الدر في الصدف
فالدهر تحت صباح غير ملتبس ... وتحت نير سعد غير منكسف
والطول منك به صفو بلا كدر ... والحكم منك به عدل بلا جنف
مكارم لم تزل تجري لغايتها ... كالسهم سدده الرامي إلى الهدف وقال أيضاً:
فشربتها كلف الفؤاد عميدا ... راحا وكانت مرة عنقودا
ختمت بطينتها وزمزم حولها ... قس وغادر بابها مسدودا
وتنوسيت فكأن صف دنانها ... في الحان أصحاب الرقيم رقودا
وكأنما الخمار كلبهم وقد ... ألقى ذراعيه وسد وصيدا
وكأن ذا القرنين أفرغ دونها ... سدا جرى قطرا وسال حديدا
صهباء ألبسها التورد مجسدا ... عجبا وقلدها الحباب عقودا
فإذا شممت فمسكة مفتوقة ... وإذا لحظت فبارقا معقودا
وإذا طعمت فريق أشنب واضح ... شف المشوق تجنبا وصدودا
حذيت على خلق ابن معن فاغتدت ... أملا وكنزا للسرور عتيدا