أخبرني الفقيه أبو بكر ابن الوزير الفقيه أبي محمد العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال: كان الوزير أبو حفص عمر بن الشهيد كثير الشعر، متصرفا في القول، مقدما عند أمراء بلده، وشاهدته في حدود الأربعين وأربعمائة بالمرية، وكتبت من أشعاره طرفا، ومن شعره مما كتبته:

في صحبة الناس في ذا الدهر معتبر ... لا عين يؤثر منها لا ولا أثر

ليست تشيخ ولا يزري بها هرم ... لكنها في شباب السن تختضر

إذا حبت بينهم أطفال ودهم ... لم يترك البغي حابيهن يثغر

كأنها شرر سام على لهب ... يغدو الخمود عليه حين ينتشر

كأن ميثاقهم ميثاق غانية ... يعطيك منها الرضى ما يسلب الضجر

فلا يغرنك من قول طلاوته ... فإنما هي نوار ولا ثمر

لو ينفق الناس مما في قلوبهم ... في سوق دعواهم للصدق ما تجروا

لكن فيها نقود القول جارية ... على مقادير ما يقضى به وطر

يقضي المحنك أو يقضى لحنكته ... وبين ذاك وهذا ينفد العمر

تسابق الناس إعجابا بأنفسهم ... إلى مدى دونه الغايات تنحسر

فللتسامي ضباب في صدورهم ... وللتكبير في آنافهم نعر

وما عذلتهم لكن عذرتهم ... فالجهل ليس له سمع ولا بصر وبالسند المذكور عن الحميدي، قال: ومما كتبت له أيضاً:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015