أبوه إلا بخدمة ابن عمه، وتنقص أديبهم أبا عامر بن شهيد ولم يك [يحسن] مستملياً. ثم أجمل وصف جماعتهم، [وقد سئل عنهم] ، فقال: ما رأيت بقرطبة إلا سائلاً أو جاهلاً. وهو مع تنقصه الخليقة أظهرها نقصاً، لم ينافس في مكرمة ولا رغب في إسداء منة، ولا لذ بنعمة شاكر، ولا هش لثناء حامد، ولا استخرج درهم من عنده إلا في سبيل الشهوات؛ فأسمن جسمه، وهزل عرضه، وأشبع بطنه، وأجاع ضيفه، يمسكه على الهون، ولعلله بالأمل.
لكي يقال عظيم القدر مقصود ... من رجل كان يطوف في مقاصيره - زعموا - على خمسمائة من مثمنات القيان، وربما لم يكن حظ الحسناء منهن عنده غير لدغة العضة، ثم لا يعود الدهر إليها، وأتهم على ذلك بعهر الخلوة للذي شهر به من قلة الجماع، إلى بخل لا كفاء له بالخبز فما فوقه، يحمل الناس عنه في ذلك أحاديث شائعة، من أحضرها ما حكاه لي الوزير أبو الوليد بن زيدون، عن ابن الباجي، كاتب الرسائل قالك دعاني ابن عباس يوماً مع خواص أصحابه إلى داره، فصرنا في مجلس ناهيك به، متشاكل الحسن في فرشه وستوره وآلته وآنيته، قد صفقت فيه فواكه غريبة وأنقال ملوكية على طوله، ما وقعت عيني قط على أكثرها منها ولا أغرب من أجناسها