@إيجاز الخبر عن مقتل أحمد بن عباس وزهير فتى بني عامر

وما اتصل به من خبر نادر

قال ابن حيان: كان سبب فساد باديس بن حبوس وجماعة قومه صنهاجة على جارهم وحليفهم القديم الحلف والولاية زهير الصقلي، فتى المنصور بن أبي عامر، موالاته لكاشحه محمد بن عبد الله زعيم زناتة. ومضى على ذلك حبوس من عداوته، وخلفها كلمة باقيةً في عقبه، أضرم زهير بعد نارها بتمادي تمسكه بالمذكور وإيفاده إليه المدد بقرمونة، واستخفافه بحق باديس، وإنزاله إياه منزظلة الأكفاء، وهيهات له من ذلك من فتى غير قليل التجربة؛ فآثر شفاء نفسه عن النظر لعاقبة أمره، وأضمر الغدر، وقدم العذر، وأرسل رسوله إلى زهير ملطفاً في العتاب، مستدعياً تجديد المخالفة، فسارع زهير إلى ذلك، وأقبل نحو باديس إقبال المستطيل عليه، المتصور له صورة اليتيم في حجره، المضطر إلى ابتاعه وموافقته، فصار في تضييع الحزم والاغترار بالعجب، والثقة بالكثرة، والانخلاع من فضيلة الرأي وفائدة التجربة، ضداً للقصد الذي قصده، وآية للغابرين بعده، إذ جاء مدلاً بجمعه وكثرته، أشبه شيء بمجيء الأمير الضخم إلى العامل من عماله؛ قد ترك رسوم الالتقاء بالنظراء المعهودة له ولمن قبله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015