يأخذ الرشوة على بيت الله الحرام، هـ ويستخف بشرائع الإسلام؛ يهتك الحريم ويسفك الدماء، ويستصحب الأوغاد والشطار؛ بئس الشيعة وقود جهنم وحصبها، وعليهم يزداد حنقها وغضبها.
وفي فصل منها: وبقي جزء من الإطالة أسوقه إليك، وأورده عليك: أنا مقر بالمعجز لبيانك، مقبل أنجم الثريا من بنانك، راغب أن تلبسني من عفوك ثوباً أسحب أذياله، وأن تفيئني من صفحك ظلاً آمن زياله، إذ أنا سكيت هذه الصناعة التي بيدك لولؤها، ولك يدين رؤساؤها، وإليك، تعزى وتنسب، وباسمك على منابرها يخطب، وتردني لك كتب لو فوجئ بها نقاد الكلام، وجهابذة النثر والنظام، لألقوا إليها السلم، وادعوا عندها البكم. فأنى لي بمقاومتك، مع تقدمك وتخلفي، ومصارعتك، مع قوتك وضعفي -! فالواحد لا يقرن مع الكل، والفرع لا يضاف إلى الأصل. فأسلك وأستعفيك، وأضرع إلى مجدك ومعاليك، ألا ترهقني عسراً، فيظهر عجزي، ولا تحملني إصراً، فيبين نقصي؛ فإنك إمام وأنا مأموم، وأنت حاضر وأنا معدوم، وأنا قف وأنت نهر، وأنا جدول وأنت بحر.
قال ابن بسام: وسائر رسائل أحمد بن عباس ثابتة في القسم الثالث من هذا المجموع في أخبار أبي عامر ابن التاكرني، إذ تنازعا في هذه الصناعة الراية، وجريا من البلاغة فيها إلى غاية.