والملأ المقتدى به، والمشار إليه، من حاط هذه الملة، وانتدب لصلاح الأمة، ومخض الرأي وهذبه، وألقح عقيمه ونتجه، ورفع عن هذا العالم أسباب الشبهة، وكشف لهم عن غطاء الهداية، فقد طالما خبطوا عشواء، وأخذوا بغتة، وكلب عليهم من بني زمانهم من انتدب لتجويز المحال، ولو أخذنا في عدهم، وبسط أولهم وآخرهم، لخرجنا عن غرض الخطاب إلى التأليف، وجانبنا سير القصد في الأمور إلى التصنيف. وأشد هذه العصابة المشؤومة ابن عباد، الذي سل سيف الفتنة والبغي، من قرابه، وأثار بعير الظلم من مبركه، وانتزى ببطنته أشراً، ومشى في الأرض مرحاً، وظن أن يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولاً؛ فغزا [أهل] الإسلام في عقر دارهم، وأسقط عن نفسه حرمه الله فيهم، وأذهب ذمته، وبنى أمره على دعامة زيت، وأتى لشأنه من ظهر بيت، واستعار اسم الشهيد هشام المؤيد بالله لغير أهله، وعزاه إلى من ليس من شكله؛ فضاعف السيئة، وجاهر بالمعصية، وأتبع الرسم الداثر، وجعل حظ الناس فيه التمثيل في اسم كاذب؛ واعترض على منكريه بكهانة شق وسطيح، وآيات طسم وجديس، واحتج بكتب الجفر، ودان بالتناسخ؛ وأضاف