ونزعت صورته شبه فوالك النهود، وختم على ألذ من سلوى النحل، وأعذب من جني النخل؛ ناسب الرياض وأفنى عمره عمرها فورثته زهرها، تذكرك أسافله سرر البطون الغلب، وطعمه لذاذة الثغور الشنب.

@فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي جعفر أحمد بن عباس

وسياقة جملة من نثره، مع ما يتعلق من الأخبار

السلطانية بذكره

كان أبو جعفر هذا قد بذ أهل زمانه في أربعة أشياء:

المال أولاً: لم تجتمع - زعموا - عند أحد من نظرائه ما اجتمع عنده من عين وورق، ودفاتر وخرق، وآنية ومتاع، وأثاث وكراع.

والعجب: فلم يكن الفضل بن يحيى، ولا معلمه عمارة بن حمزة، ولا عبيد الله بن ظبيان، ولا مطعم بن جبير، في ذلك إلا بعض قوى سببه، وحثالة واطئ عقبه.

والبخل: حتى لو أن الجاحظ رآه ما ضرب في البخل مثلاً، ولا ذكر في رسالته رجلاً. له في ذلك أخبار تخرق سجف العادة، وتضيق عن قبول الزيادة. حدثت عن الوزير أبي محمد بن الجد، وكان امرأ صدق، أنه سافر أيام شبيبته في معسكر زهير فتى ابن أبي عامر قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015