هب له نسيمه فحياه وأحياه. وإن طائراً أجري بسعدك لسانح، وإن تاجراً افتتح باسمك لرباح، وبعزماتك تنفذ الأسنة فكيف أشحذها، ولمثلك تنفع التذكرة فكيف أنبذها - وقد تهز الصوارم فتقد الدروع، وتهاج الضراغم فتفض الجموع؛ وحماك الإسلام فكيف يباح - وركنك الإيمان فكيف يزاح - وجارك الأدب فكيف يهتضم - وحزبك القرآن فكيف يغلب ويذم -

[وله فصل من أخرى عن حبوس إلى صاحبي شاطبة:

وقد عقد الله بيننا عقوداً قادها للاختيار؛ وفي طول الأمد، وتصرم المدد وتباعد الديار، وتقلب الليل والنهار، ما يحيل الأحوال، ويقطع الآمال، ويشفق منه الضنين، وتسوء منه الظنون؛ لا سيما إلى هذه الفتنة التي تبلد الحليم، وتخلط الصحيح بالسقيم. وأنا لكما الصفي الذي لا تقدح الأيام في وده، والوفي الذي لا يخشاه الأنام على عهده. وإذ لا سبيل إلى أن أؤدي معتقدي في ذلك مشافهة، فإني أنبأته مكاتبة، مع من ينطق بلساني، ويشفق بجناني، ألصق أسرتي نسباً، وأفضل خاصتي حسباً، وأصدقهم عني خبراً، وأحمدهم في السفارة أثراً، الوزير أبي فلان] .

وله في فصل: تفديك نفس نفست عنها خناق الكروب، وأنقذتها من أيدي شعوب، وأسأل الذي سنى لك الفضل عليّ، وجعل من نعمتك أكبري:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015