قوتنا، وقتلنا أنفسنا بأيدينا، وأدتنا إلى الندم مساعينا، كانت الدائرة أمض، والحيرة أرمض، والفتنة أشد، والمحنة أهد، والأعمال أحبط، والأحوال أسقط، والأوزار أثقل، والمضمار أشمل. والله يعيذنا من البوائق، ويسلك بنا أجمل الطرائق.
ولما انتظرت أن يسفر لي ذلك الديجور، وتستقر تلك الأمور، وأبطأ ذلك عليّ، ولم يعد من قبلك رسول إليّ؛ داخلت عميد الدولة جاري في هذه الأنباء، وراوضته في علاج هذه الأدواء؛ وأنت يا سيدي للمسلمين الحصن الحصين، والسبب المتين، والنصيح المأمون، فاجر في جمع كلمتهم، والمراماة دون حوزتهم] .
له من أخرى: يا سيدي الذي قطعت بالاتصال به مدة عمري، ونظمت في أجياد علاه درر حمدي وشكري؛ ومن أبقاه الله للفضل يرسي هضابه، والعلم بذل صعابه، والمجد يؤلف مختلف، والحمد يلبس مفوفه. أنا أحمد حالاً آوتني إليك وإن كانت ذميمة، وعلةً أصحت أملي وإن كانت مليمة فقد عادت كريمة، فرب صغيرة عادت عظيمة، وهيهات: