الوبال واقع على الظالم، ونازل بالجارم. والله ولي التوفيق، والهادي إلى سواء الطريق.
قال ابن بسام: وذكرت بإنشاده: " وتجهل أيدينا " ... البيت ما حدثت به عن يحيى بن علي الحمودي في أيام محاربته لاشبيلية، وبعض الرجالة يعلن بثلبه، ويصرح أقبح التصريح بسبه، وهو يظن أن قد تحصن منه بالأسوار، واحتجب عنه بما دونه من حماة الذمار، فدب إليه دبيب الكرى، وساوره مساورة ليث الثرى، حتى خالطه سيفه الصقيل، ثم انصرف إلى مركزه وهو يقول:
ونشتم بالأفعال لا بالتكلم ... [وله من أخرى عنه إلى ابن منذر: واتصل بي ما وقع بينك وبين المؤتمن وأبي المنذر والموفق وعضد الدولة أبي الحسن، وأنكم اضطررتم إلى إخراج كل فريق منكم النصارى إلى بلاد المسلمين. فنظرت في الأمر بعين التحصيل، وتأولته بحقيقة التأويل؛ فعظم قلقي، وكثر على المسلمين شفقي، في أن يطأ أعداؤهم بلادهم، ويوتموا أولادهم، ويتسع الخرق على الراقع، وينقطع طمع التلاقي على الطامع. ولو لم تكن - يا سيدي - الفتنة إلا بين المسلمين، والتشاجر إلا بين المؤمنين، لكانت القارعة العظمى، والداهية الكبرى. فإذا تأيدنا بالمشركين، واعتضدنا بالكافرين، وأبحناهم حرمتنا، ومنحناهم