أبرق وأرعد يا يزي ... د فما وعيدك لي بضائر وأنا أحد البرابرة: لا أخرج عن جماعتهم، ولا أبعد عن موافقتهم، ولا أرغب بنفسي عن نفوسهم:
وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد وفي لزوم الجماعة السداد والرشاد، والغي في الانفراد والاستبداد.
وأما قولك: " فمن كان متبوعاً قلما يستقيم أن يكون تابعاً، ومن عرف في النادي مطاعاً لم ينقلب مطيعاً، إلا أن يصادف هدي العمرين، وأجدر بذلك أن يبعد " - فقد أزريت على كل خلافة، وبينت أنك خارج عن كل فرقة، وأن غرضك المحاماة عن غزك، والمرامات دون حرزك، وليس هذا نظر مشفق، ولا قول محقق، إذ لا تتم ديانة إلا بإمامة يدعى إليها، وتجري السنن عليها، إلا في مذهب نافع بن الأرزق وعبد ربه وأشباهها.
وفي فصل منها: وما ذكرته من الذي بين الطائفتين من بني عمنا بالعدوة، فكل أمر بقدر، ولكل نبإ مستقر، والدنيا أحوال، والحرب سجال، وخيرهم وشرهم عنا بعيد، وكل من نصرك وأيدك فهو القريب الودود، وإن تفرقت الآباء والجدود. ومن شذ عن الجماعة وفارقها، ونابذها وشاقها، فهو الجاني على نفسه وعليها، والجار سوء العاقبة إليه وإليها؛ وأكثر