أوهت خطوب الدهر مني عاتقي ... ثقلا، وزعزع منكباه منكبي
وهمت سحائبه علي فغادرت ... أرضي قرارة كل خطب معجب
فأظل أبصر فيه لم أحتسب ... جورا وأقرأ فيه ما لم أكتب
سن حديث تحت جد شارف ... وسواد رأس فوق قلب أشيب
أغدو على بكر لصرف بناته ... وأروح مبتنيا بأخرى ثيب
أفتض منها كل يوم عذرة ... لا تشتهي وأزف ما لم أخطب
يا سيدي وأخي الوفي وما أخي ... منه إلى قلب الإخاء بأقرب
وإذا غدا العلم المشرف أهله ... نسبا يؤلفنا فنحن بنو أب
هلا اهتديت إلى خطاب مرزإ ... ما بين أضلاع الخطوب مغيب
لم يبق منه الدهر غير مدامع ... سفح وقلب بالسقام معذب
أخفتني الأيام في لهواتها ... وسجنني فيها فكيف شعرت بي -
وكتبت عن ود وقد كتب الإخا ... بين النفوس صحائفا لم تكتب
بأرق من دمع المشوق فؤاده ... وأرق من ريق الحبيب وأعذب
فظللت منه في غدير بلاغة ... عذب وملتف الحدائق معشب
كرمت مغارسه فأورق فرعه ... علما وأثمر بالكلام الطيب
صبح تدرع من سواد مداده ... ليلا كفعل الزائر المترقب
خفيت معانيه على أوهامنا ... فالفكر بين مصدق ومكذب
طلعت كواكبه ولما تطلع ... وغربن فيه لنا ولما تغرب
أنا مذنب لا شك إذ لم أستطع ... رد الجواب وأنت غير المذنب