الصكوك السلطانية المتضمنة للحل والعقد، والاطراح والضم، وجميع أبواب النفقات، ألجأ كل ذلك إلى ختمه، وأمضاه تحت حكمه. وجعل إلى عبد الملك النظر في الجند، والتولي لعرضهم، والإشراف على أعطيتهم، والركوب فيهم لدى الروع، وتجريدهم في البعوث، والتقوية لأولادهم، وجميع ما يخصهم؛ فرضياً منه بهذا التقسيم، وأقامها به على الصراط المستقيم.

قال ابن بسام: إلى هذا الموضع انتهى ما وجدته من أخبار الدولة الجهورية من كتاب ابن حيان وقت تجردي للفراغ من تتميم هذا الديوان، واستعجلت لإخراج هذه النسخة المقررة منه، وأعياني تتبعه لآثارهم، وشرد عليّ وجود لفظه ونظمه لبقية أخبارهم، ولم أجد من نظامها، لتجيء أخبارهم بتمامها؛ فرقعت الضحى بالغلس، وجمعت بين حافر العير وجبهة الفرس، على تفاهة علمي، وغب نوبٍ أنستني اسمي، وجرت مجرى الروح في جسمي:

كان عباد قد خامر صدره من شأن ابن السقاء مدبر دولة بني جهور ما لا يسعه بوح ولا كتم، ولا يردعه سفه ولا حلم، شرقاً يحسن سيرته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015