في المظالم الديوانية، وعقار الغيب عن قرطبة التس أجلها الفتنة الغماء، أشياء عظيمة القدر توقف والده عنها، فأطلقها وردها على أربابها، وشمل العالم الدعة.

وأما عترة الأشراف الأموية، فتقلب بهم الزمان، وغير أحوالهم الحدثان. وكان بقرطبة منهم طائفة غامضة الشخوص، باذة الهيئة، عارمة الأدب والمروءة، متطبعة بأخلاق العوام الغفل، أكثرهم من ولد الناصر، معصوبين بيعيسيب لهم من أبناء أمرائهم في الفتنة يدعة ابن المرتضى، أبوه كان صاحب البيعة بالثغر يومى إليه بالأصابع؛ فخالطه من ذلك على سكر الشباب وخيلاء الشرب والأفن والغباوة عجب وغطرسة، عقد ناصيته بالثريا، فاصبح من طماح همته في جهد، يراقب الناس منه فتنة عمياء، ويمشي في الناس مختالاً، أصعر الخد، أشوس اللحظ، جميل الرواء والشارة، عالي القلنسوة، تلحظه العيون، وكان له بقايا من شيع المروانية؛ فبلغ ابن جهور عنه ما بعثه على إزعاجه من قرطبة، فاستقر بشرقي الأندلس حيث اضطرب أبوه المرتضى، فبطل الإرجاف بعده.

قال ابن حيان: وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة كثر خوض أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015