أجمع، واليه أسرع. وعلى كل حال فقد سلم على لسانه أكير بلده أكبر أهل زمانه، أبو الحزم ابن جمهور، وابنه بعده، فجرى لهما بأيمن طائر، ولم يعرض لذكرهما إلا بخير، وقد أثبت من ذلك ما دل على الإحسان، ووفى بشرط الديوان.

- فصول من كلامه في إيجاز الخبر عن أولية دولة بني جمهور

قال ابن حيان: وفي منتصف ذي الحجة من سة اثنتين وعشرين وأربعمائة، بعد خلع هشام المعتد ومقتل وزيره حكم الحائك، اجتمع الملأ من أهل قرطبة على تقليد أمرهم وتأميرهم للشيخ أبي الحزم ابن جهور، وعددوا من خصاله ما لم يختلف فيه أحد منهم، وأبى من ذلك، فألحوا عليه، حتى أسعفهم شارطاً اشتراك الشيخين: محمد بن عباس وعبد العزيز بن حسن ابني عمه خاصة من بين الجماعة، فرأوا مشورتهما دون تأمير، فرضي الناس بذلك، وخلعوا من دونهم من الرؤساء، ووحدوا له عقد الرياسة، فأعطوا منه قوس السياسة باريها، وولوا من الجماعة أمينها المأمون عليها، فاخترع لهم لأول وقته نوعاً من التدبير حملهم عليه، فاقترن صلاحهم به، واقتصر من الجند على أعيانهم، وسد باب البرابر جملة إلا من قد صار في البلد من بني يفرن الموثوق بهم، وأقصى من سواهم من فرق البرابرة من غير إيحاش، فنال منهم الرضى، وملكهم عما قليل، وأصبح في ذلك عجباً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015