يفوت التقدير، وولي المظالم صدر اكتهاله أيام التخليط الواقع بمنبعث الفتنة:

ومن المظالم أن ولي ... ت على المظالم يا فزاره فصل:

ومضى فلان فأدرج في جننه غير فقيد، لم تبك عليه غير نفسه، إذ لم يكن لغيره نصيب في خيره؛ لأنه كان جهم المحيا، باسر اللقاء، مشنأ إلى الورى، شكس الجبلة، كز الخلقة، سريع الضجر، شئن الطبيعة، متغمغم المنطق، لا يكاد يبين الكلام، لا طريق للخير من وجه عليه، ولا يتأدى بسبب إليه؛ وكان مع ذلك مصاحباً للظلمة من أمراء الفتنة، خواضاً في دولهم المدلمة، معيناً على مظالمهم الموبقة، قد رزق الحظ في شأنه. وبعد الصيت في جودة حوكه لأعماله، فاكتسب وثري من المال، محوطاً بمنيع الجاه، مغلولاً بوثيق من الشح، لا يتسلط عليه حق ولا باطل، ولا يمتريه مجتد ولا سائل، ولا حظي أحد منه بطائل.

فصل:

وكان حجة الله في القسم، ومحنته لذوي الفهم، إذ كان من الأمية والعامية وخمول الأصل، ونذالة الفرع، ولؤم الأطراف، ودخلة الأعراق، على ثبج عظيم، وبمكان مقعد مقيم، وعفو الله لا يبعد عمن جاءه بقلب سليم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015