عنه اسمها، وكان على خصاله الجمة من أحفظ الناس لأخبار بلده قرطبة وسير ملوكها المروانية، وأحصاهم لنوادرهم وآثارهم وعيون أخبارهم، بفصاحة لسان، وخلابة منطق، وحسن إيراد، يصور إليه الأفئدة.
فصل:
من رجل غبر دهره، عطلاً لا ينظر في شيء من التعاليم،، إلى أن فتح الله عليه درس هذه المسائل الفقهية، فركض في حلبة الفقهاء المشاورين، وقدم لعلو السن لا لعلو الدرجة، وكان في ذاته كريه الطلعة، باذ الهيئة، درن الكسوة، هزيل الدابة، يمتهن نفسه في خدمة أهله، مما يتنزه عنه كثير من العامة، تقتحمه عيون الناس ويحصون نوادره، وكان موصوفاً بالنهم، على ضؤولة جسمه، وانهداد قوته، وملازمة الذرب لمعدته، وطلبه لعلاجها.
فصل:
من رجل معدن من معادن الجهل والأفن والغباوة، وحجة من حجج الله تعالى في الرزق، واستظهر بما رأى الناس فيه من شدة وطأة المجاعة بما شاء من وفور الزاد وكثرة الطعام ونفاسة البر وسعة الثروة، فاغتدى على فرط الزلزلة في المجاعة بكثرة القوت والطعام أرسى من ثهلان وثبير، بما