فصل:

وفلان أحد من انسدل عليه السرت في هذه الفتنة المبيرة، وكان على نباهة اسمه عاطلاً من الفضائل التعاليمية، إلا أنه كان ذرب اللسان، كثير النوادر، ذا جواب حاضر، وكان يقلب بالجني؛ فعاتبه يوماً فتى من قريش المروانيين بقرطبة فقال له: ما عندك من خبر السماء - فقال: انقراض سلطان بني مروان؛ فأفحمه.

فصل:

وصدر فلان مع أصحابه الرسل، وقد امتلأت حقائبه مما قمشه من السحت، بضروب الكدية والشحذ، وبخل حتى بالزاد المأدوم في الطريق، وضن به على الرفيق، وأشرج عليه الجوالقات تأميلاً في توصيله للبيوت في حمارة القيظ حتى زنخ، فكان أحرص الوفد - زعموا - على قمش ذلك السحت، وأغوصهم على استخراجه، وأشرههم على التعرض بطلبه، فلان منهم الولي اللوم العاطل من كل حلية جميلة تدل على فضيلة، فإنه حملت عنه في ذلك أخبار، إلى زيادة مساو فيه غضت ممن أرسله وصرفه.

قال ابن حيان: ولولا أن أكون لهم مغتاباً، ولرسل نفذوا عن البيضة ثلابا، لشرحت من مساوئ أخبار هذا الوفد أكثر مما وصفته.

قلت أنا، صاحب الكتاب: حاشاك أبا مروان من الثلب والاغتياب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015