فصل:
وفلان ساذج الكتابة، بين الجهل والتخلف، طلق اللسان بالحنا والهجر، أحد الأفسال من أولي النباهة، عظيم البطالة والباطل، ومن كل حلية جميلة عاطل، من رجل عي اللسان، مثلوم الجنان، فدم الخلقة، طويل اللحية متهافت، لم يرهف الأدب طباعه، ولا استخرج منه كلمة حكمة.
فصل:
ومن غرائب هذا الدهر الغفل في اعتبار تحول العالم، والتنويه بمضاعي الأسافل، أن هلكت أم عجوز لبني كوثر، فاهتبل بنوها في السعي لها، وإنذار طبقات الناس لشهود جنازتها بأنفسهم والمشي على أعاظم القرية بنعيها، فسارعت طبقاتهم لشهود جنازتها، فجيء بسريرها، وابن جهور الوزير يقدم حضارها ماشياً على قدميه، قد ائتسى به كل ذي منزلة رفيعة، ووقف على جدثها إلى أن ووريت وانفض جمعها، ثم ضرب على قبرها قبة عالية تمهيداً للمبيت عليها طول أسبوعها ومدة زيارة قبرها، حسبما كنت الجبابرة تفعله في الأعصر الخالية على قبور الملوك الأغرة؛ فقضي العجب بمشاهدة هذه النادرة في امرأة من [نساء] حثالة العامة، مرددة في الخمول، لم يكن قط بينها وبين النباهة من كلا طرفيها نسبة