له عن أخبارهم، ويهدون إليه معايبهم، بها يعمر مجلسه وينفي ساعات كسله، وبنوادرها يهز مزهره، وترسل النغم عليه رياح ضلوعه. فيالك من شق بلا فصل، وإرهام من غير هطل، يقطع دهره بتعميره الموائد، وتعطيله المساجد.
فصل:
ونعي إلينا فلان الدغل، غازله السل، كالأفعوان الصل؛ وكان أحد أعاجيب الدنيا في الفجور والخبث، والزهو والكبر، والعقوق والجرأة وانكدر إثر مهلك الجبارين المذكورين؛ وكان من أكابر الظلمة المترقين من السمسرة صدور الفتنة، يجوب البلاد ابتغاء المعيشة، ولا يحاشي الترقيح عن ارتكاب كل قبيح. ولم يكن إلا " كلا " حتى فتحت له أبواب الرزق على عاميته وأفنه وأميته. وكان إذا كتب مضطراً يضحك من تأمله، له في ذلك نوادر محفوظة أمسى بها من حجج الله تعالى في الرزق المقسوم: لو كانت الأرزاق مقسومة على الحجى لم يرزق.
وهذا من قول حبيب.