فصل:
ومات فلان الغني العبام، حجة الله في الرزق وغيظ الأنام، فنهض بريئاً من كل خلة جميلة، تدل على فضيلة، إلى عي غالب [عليه] ؛ وكان أخوه مثله في الأفن والجهالة، وكلاهما ممن استهينت به خطة الوزارة بحملهما اسمها الخطير الأثير، من غير تعلق في حديث ولا قديم، ولا معرفة بشيء من التعاليم.
فصل:
وكان فلان من جمع الحطام الدنيوي والكلف بالترقيح، ما حدث عنه فيه كل قبيح، مع انطلاق يده على الأوقاف، وأكل أموال اليتامى والضعاف. أخذ بأوفر حظ من الفلاحة، وضرب بأعلى سهم وأفوز قدح في التجارة. ثم تجاوزهما ثانياً عنانه إلى الاستعمال والعمارة؛ فكم زوج من عوامل البقر مسومة بالاحتراث لسنام الأرضين، محمولة على هام عتاة الجبابرة، إلى عدتها من بساتين ودكاكين، ومنازل مغلة، إلى أعجل جرياً منها وأسرع دوراناً مع الساعات من مناسج الحرير المرتفعة، يحوكها في طرزه، ويرفع له فيها السوق، فيقبض الربح، ولا يستكف سحت الظلمة بأفحش القبح كل القبح. كل هذا من داء الفتنة المبيرة، ولا يزال مع ذلك مضاع الجار.