الحديث، وأدق الكلام، وأحال النظم لما يسرده، فشهد مقامه ألا حر بالواد، ولا فارس للأعواد.
فصل:
وكان فلان غليظ الطبع، خشن الجانب، وخيم الخيم، فدماص جهم اللقاء، يعتريه ضجر يخل به، قلما ينجو الخصم منه من بادرة، له في ذلك أخبار شائعة. وكان فيما زاد من علته خطأ الطبيب لإصابة المقدار، فبان عليه أثر خطأ العلاج.
[قال ابن بسام] : وهذا محلول من قول ابن الرومي:
والناس يلحون الطبيب وإنما ... غلط الطبيب إصابة المقدار فصل:
ونعي إلينا فلان، وكان فظاً قاسياً ظنيناً جشعاً جباراً مستكبراً قليل الرحمة نزر الإسعاف زاهداً في اصطناع المعروف، أحد الجبابرة القاسطين على الرعية، المجترين على رد أحكام الشريعة وكان مهلكه - زعموا - من طاعونة طلعت عليه ببعض أطرافه، فتجاسر على قطعها بفرط جهالته، فمات معذباً في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.