معرفة، ولا قديم أبوة، ولا إحكام صناعة. ومن استخدام مثله في شيء من العمل كانت حذرت حكماء الملل والفلاسفة الأول، لاجتماع الخلال الذميمة فيه.
فصل:
ونعي إلينا فلان صديق فلان، وكانا أخص أخوين، فرق بينهما من عافى الفرقدين. من رجل مرخص في السماع، صب بإنشاد الأغزال المفتنة، مسامح في النبيذ، ظنين الخلوة عهرها، حاط في بعض اللذة، مسف إلى الرشوة، إلى شكاسة خلق وحدة يكدران صفوه، ويبعدانه عن رصانة طبقته.
فصل في بكيء:
وكان فلان مع تحققه بعلم اللسان، في غير ورد ولا صدر من البيان، مقلاً من العلم، مقلداً، بريئاً من البلاغة، جريئاً على الخطابة، بإيراد ما حفظه من قول من قبله، يطيل مع ذلك فيخرج عن الغرض المقصود. وكان أول ما قام بذلك المقام اختصر القول، ليتخلص من مأزق ضنك لم يقمه قبل. ثم استمر على ذلك فازداد مع المرانة عياً وحبسة، ونثر ألفاظه ولم ينسقها، وطمس معانيه ولم يكشفها، وأقل الابتداع، وحذف