وفجاجة شمائله، وشكاسة خلائفه، آيةً من آيات خالقه، من رجلس نسمة ريب، وقرارة حرب؛ على لسانه نملة تدب على أعراض الناس، لا يراعي لأحد ذمةً، فصار مشنوءاً إليهم ومرهقاً في دينه محروماً، لم ترتفع له قط حال، ولا فارقه إقلال، ولا أتيح له مرفق إلا من حيث يرتشيه، لتلقين خصم أو توهين عقد، أو دفع حق بمشاغبة، أو بهت خصم بمعاندة، له في ذلك نوادر محفوظة. وكان مع هذه المساوئ وسخ الثياب، زمر المرؤة، محكل الأظفور، وضر الطوق، داني الغائط من المائدة، لا يتقذر شيئاً ألبتة. وهو أول من لاعن زوجة بالأندلس فأرى الناس العمل في اللعان بالعيان.

فصل:

وكان فلان من البخل بالمال، والكلف بالإمساك، والتقتير في الإنفاق، بمنزلة بذ فيها ملوك عصره. لم يرغب قط في صنيعة، ولا سارع إلى حسنة، ولا جاد بمعروف، فما أعلمت إلى حضرته مطية، ولا عرج إليه أديب ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015