الحائمة صدمات تذهل الجنان، وتعقل اللسان؛ فمن فرح النفس ما يقتل، ومن باهر الصنع ما يذهل، ولا كمثل ما فاجأني من فضلك المبتدر ميقاته، المقتضى المزيد فيه على وفاق من إنفاض الأزودة، وخمود المصابيح المعلة، وعنة من الظنون المخوفة ينكد السنة. لم يشغلك عن جودك شاغل حتى قضيت نذرك في لأول وقته، ولم ترض بعادتك المتكلفة لي بشأن الدهن، حتى تحملت عني ثقل القوت؛ فلم أكد أشم برق الزيت، حتى نلت ودقه، حاشداً لأحمال البر التي استحقبت أعداله [أوطابه] فأسلات غرته. وطرقني قطار هديتك الفاجئة غداةً أصبحت فيها منفضاً من الزاد، مستوفزاً للارتياد؛ فأجلت عيني منها في حديقة مجد لم يصبها مطر، ولا تكممها زهر، أكسبت فرحي دهشاً، وأحالت بياني بلها، حتى نوولت كتابك الكريم، ونظرت في لآلئه التوم، فيالي به من اهتزاز لذكرك، وارتياح لطولك. فجوزيت أوفى جزاء المنعمين، وأوفر قرض المحسنين، بما أرحت من فكري بكشفك عنتي في أديم يوم هم عام، فعمت فيه أوعيتي، وأفهقت آنيتي، مع أنك قتلت شكري، فلا فضل فيه لمقابلة