عني فلذلك ما انتحيته بكتابك، وحسبت أيضاً لشغل بالي أن سراك تحت الظلام خفي علي إذ تحدث وتغزل، وأنا عنك بمعزل.
وله من أخرى خاطب بها ذا الوزارتين أبا القاسم ابن عبد الغفور: لا أبثك من ذكر حالي لانثلال عرشي، وانفلال غربي، بما أخشى تناسيك له، أو ونيك في المعونة عليه، فأنت طودي من بين هذه الهضاب، ومصدق ظني فيما ينوب من طلاب، الموحي بأشجاني إلى جنان الملك اللباب، نهاية الآمال الرغاب، أقرضك الله بغير حساب.
وخاطبه الوزير الأجل أبو بكر ابن زيدون برقعة يقول فيها: وللذي أسكن إليه من حسن قبولك، وجميل تأويلك، أقابل بالحقير، وأواجه بالتافه اليسير. ويعلم الله تعالى لو تاحفتك بهبة عمري، ما رأيت ذلك كفاءً لقدرك، ولا وفاء ببرك، فكيف ما دونه - فلك المنزلة التي لا تسامى، والجلالة التي لا توازى، وما شيء وإن جل إلا ومحتقر لك، مستصغر عند محلك. ويصل مع موصل كتابي هذا ما ثبت ذكره في المدرجة طيه، وأنت بمعاليك تتفضل بقبوله، وتصل أجمل صلة بالتغاضي عن وتاحته، والاستجازة لنزارته، مقتضياً بذلك شكري وحمدي، ومستبداً منهما بجميع ما عندي.
فراجعه ابن حيان برقعة يقول فيها: إن لفجآت المسرات الباغتة لآمال النفوس