ومظنة النجابة، وطليعة السعادة، الحاجب سراج الدولة سيد العرب أنعم الله به عليك في من حضرك من خاصة الغلمان، لله درهم من حماة حقائق، ومدركي أوتار، ورحضة عار، اهتدوا بقمرهم الساري، وليثهم العادي، وحاميهم الواقي العبادي، مقتفياً أثرك في محمود مواقفك؛ طرف الله عيون حسدتك فيه، ومتعك بما منحك من يمن طائره وسعده اللذين بهما انقض على عدوك انقضاض الكوكب الساري، فخسف به وبجمعه، أحفل ما كان في عديده، وأوثق ما هو بجنوده، فطواه طي الرداء، وغل أيدي كماته عن إعمال القنا، وأرغى فوقهم سقب السماء، فاقتسمتهم أيدي الحتوف بين حر الحديد وبرد الماء [أولى لهم فأولى: قبل الله معذرة المستكرهين منهم، وقارض سواهم بطاعتهم لظلوم فر عنهم فرار الظليم، وأسلم بائياً بالعار الذي قدماً تحاماه ذوو النهى، ورأوا أن الموت منه أحجى، ولم يقرنوا بمعذرة الحارث بن هشام ما الفرار منه أحرى] .

وله من أخرى يعاتب صاحب الصلاة ابن زياد:

يا سيدي المعتلي بسمو رتبته، المعتدي باعتداء بصيرته، ومن أصحبه الله التوفيق، وأقامه على سواء الطريق، ونحاه من معتبة الصديق: [من كلامهم] : إن أدهى المكروه ما كان من تلقاء المحبوب، لا سيما إن قارن فادح نكبة، ووافق كارث مصيبة، فزادها حطباً وأشعلها نفخاً، وتلك داهيتي العظمى بك، إذ علمت عظيم محنتي بأمتي الفاجرة، التي فلت غربي، وفرت كبدي، ونظمت أشتات المصائب في سلكي، خبلاً للبال، وثلماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015