أو فرط انتقام مستأصل، أو تنزل حكم من الرحمن فاصل، لكان فتحه هذا لك، على عدو أسود الكبد، مظاهر البغي على الحسد، طال الله ما استحييته لا من خجل، وتنكبته لا عن وهل؛ فأبى له رأيه الفائل، وجده العاثر، وحينه المجلوب، وحزبه المكبوب، إلا اكتساب العار، ومماتنة محصد الأقدار؛ فجمع الجيش ذا الألوف، وتجشم الشقة العنوف، ثم لا يرزأ العدو الغائظ له إلا التسلط على ضعفاء رعيته بإفساده لأقواتهم، ونيله من دماء المحاويج منهم، إلى التقاط سقاط سنبلهم؛ فكم نال فساقه الذي أرسلهم عليهم من دم أرملة غرثى، ويتيمة كفرخ الحبارى، إلى من أصيب فوقهم من عابر سبيل وضارب لمعيشة؛ مؤيم نسوة وموتم صبية؛ أضحوا طعم ذئاب.

وفي فصل منها:

حتى ابتعثك امتعاضك تحت صدق العزيمة، ومهل الروية، وصواب التدبير، وتقدم الاستخارة، مستظهراً منهن بعدة ضربت عليه بالأسداد، باعدته عن السداد؛ وابتعثك تعالى للسمو إليه لما دنا منك قبل اكتمالك في الاحتشاد، وانتهائك في الإعداد؛ ويسرك لرميه بأهزع الكنانة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015