ولي جليس قربه مني ... بعد الأماني كلها عني
قد قذيت من لحظه مقلتي ... وقرحت من لفظه أذني
نادمني في السجن من قربه ... أشد في السجن من السجن
لو أن خلقاً كان ضداً له ... زاد على يوسف في الحسن
إذا اشتهى قطعي في حجة ... سلط إبطيه على ذهني
كأنه يجلس من ذا وذا ... بين كنيفين من النتن والطليق القائل:
غصن يهتز في دعص نقا ... يجتني منه فؤادي حرقا
أطلع الحسن لنا من وجهه ... قمراً ليس يرى ممحقا
ورنا عن طرف ريم أحورٍ ... لحظه سهم لقلبي فوقا
وتناهى الحسن فيه إنما ... يحسن الغصن إذا ما أورقا
رب كأس قد كست جنح الدجى ... ثوب نورٍ من سناها يققا
ظلت أسقيها رشاً في طرفه ... سنة تورث عيني أرقا
فكأن الكأس في أنمله ... صفرة النرجس تعلو الورقا
أصبحت شمساً وفوه مغرباً ... ويد الساقي المحيي مشرقا
فإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخد منه شفقا