قد صيغ من فضة بيضاء صافيةٍ ... ووشح الحسن خديه بتذهيب
والتف بالياسمين الغض بينهما ... نضير ورد بماء الحسن مهضوب
ما أقبح الصبر عندي بعد فرقته ... يا نفس ذوبي عليه هكذا ذوبي
تعجب القطر من عيني حين همت ... منها الشآبيب في إثر الشآبيب
عندي استقرت جنود الكرب أجمعها ... فلست تسمع من بعدي بمكروب
سجن وقيد وأعداء منيت بهم ... لا يسأمون مع الأيام تثريبي
في منزل مثل ضيق القبر أوسعه ... دخلته فحسبت الأرض تهوي بي
يحن عند مقاساة البلاء به ... قلبي إليك حنين الهيم والنيب
ولو توسد أطباق الثرى جسدي ... ناداك قلبي بترجيع وتثويب وكان ابن مسعود يومئذ بالمطبق مع جماعة من رؤساء الأدباء، فلم يزل الطليق يأخذ عنهم، ويستمد منهم، حتى ثري تربه، وطلع عشبه، وسما ذكره، وطار شعره. وكانت أشعاره تأتي ابن أبي عامر فيتهمه فيها.
وانطلق الطليق من معتقله وبقي ابن مسعود مدة محبوساً إلى أن انطلق سنة تسع وسبعين وثلاثمائة بعد مديدة. وليس من طبقة كتابي لتقدم زمانه، وإنما جر حديثه حديث سميه المتقدم الذكر، وكذلك الطليق أيضاً متقدم الأوان، وليس من طبقة هذا الديوان.
وابن مسعود هو القائل في سجنه، وقد انطلق الطليق عنه، وقرب ضده منه: