الابتداع، لطيف الاختراع، كثير الغوص على دقيق المعاني، حسن الاستخراج للألفاظ الرائقة والتصريف لمستعمل الكلام.
وقرف عند المنصور بن أبي عامر بالرهق في دينه، وسجن بالمطبق مع الطليق القرشي لأمر غريب اتفق له، والطليق يومئذ غلام وسيم، وكان ابن مسعود به كلفاً، فقال فيه من قصيدة أولها:
غدوت في الجب خدناً لابن يعقوب ... وكنت أحسب هذا في التكاذيب [يقول فيها] :
رأت عداني تعذيبي وما شعرت ... أن الذي فعلته ضد تعذيبي
راموا بعادي عن الدنيا وزخرفها ... فكان ذلك إدنائي وتقريبي
لم يعلموا أن سجني لا أبا لهم ... ق كان غاية آمالي ومرغوبي
يا ابن الخلائف من مروان واحزني ... عل ضياعك يا ابن الصبية الشيب
وفيك ما يتسلى العاشقون به ... من حسن خلق ومن ظرف ومن طيب
بلى لقد فجعت نفسي لمحتجب ... قد كان عن لحظ عيني غير محجوب