فما عوفيت مقتي من أذى ... ولا أعفيت ثقتي من خجل
ومهما هززت إليك العتا ... ب ظاهرت بين ضروب العلل
كأنك ناظرت أهل الكلام ... وأوتيت فهماً بعلم الجدل
ولو شئت راجعت حر الفعال ... وعدت لتلك السجايا الأول
فلم يك حظي منك الأخس ... ولا عد سهمي فيك الأقل
عليك السلام سلام الوداع ... وداع هوىص مات قبل الأجل
وما باختياري تسليت عنك ... ولكنني مكره لا بطل
ولم يدر قلبي كيف النزوع ... إلى أن رأى سيرة فامتثل
وليت الذي قاد عفواً إليك ... أبي الهوى في عنان الغزل
يحيل عذوبة ذاك اللمى ... ويشفي من السقم تلك المقل وقوله أيضاً:
فديتك ليس لي قلب فأسلو ... ولا نفس فآنف إن حفيت
فإن يكن الهوى داء مميتاً ... لمن يهوى فإني مستميت
أسر عليك عتباً ليس يبقى ... وأضمر فيك غيظاً لا يبيت
وما ردي على الواشين إلا ... رضيت بحب قاتلي رضيت وقوله:
أنى أضيع عهدك ... أم كيف أخلف وعدك -
وقد رأتك الأماني ... رضىً فلم تتعدك
يا ليت ما لك عندي ... من الهوى ما لي عندك
وطال ليلك بعدي ... كطول ليلي بعدك
سلي حياتي أهبها ... فلست أملك ردك
الدهر عبدي لما ... أصبحت في الحب عبدك