ومن اجلها أدعو لقرطبة المنى ... بسقيا ضعيف الطل وهو رهام
فما لحقت تلك الليالي ملامة ... ولا ذم من ذاك الحبيب ذمام وله:
خليلي لا فطر يسر ولا أضحى ... فما حال من أمسى مشوقاً كما أضحى
لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل ... أخص بمخصوص الهوى ذلك السفحا
وما انفك جوفي الرصافة مشعري ... دواعي بث تعقب الأسف البرحا
ويهتاج قصر الفارسي صبابة ... لقلبي لا تألو زناد الأسى قدحا
وليس ذميماً عهد مجلس ناصح ... فأقبل في فرط الولوع به نصحا
كأني لم أشهد لدى عين شهدةٍ ... نزال عتاب كان آخره الفتحا
وقائع جانيها التجني فإن مشى ... سفير خضوعٍ بيننا أكد الصلحا
وأيام وصل بالعقيق اقتضيتها ... فإن لا يكن ميعاده العيد فالفصحا
معاهد لذات وأوطان صبوةٍ ... أجلت المعلى في الأماني بها قدحا
ألا هل إلى الزهراء أوبة نازحٍ ... تقضت مبانيها مدامعه نزحاً!
مقاصر ملك أشرقت جنباتها ... فخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا
محل ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عز أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
هناك الجمام الزرق تندى حفافها ... ظلال عهدت الدهر فيها فتىً سمحا
تعوضت من شدو القيان خلالها ... صدى فلوات قد أطار الكرى ضبحا
ومن حملي الكأس المفدى مديرها ... تقحم أهوال حملت لها الرمحا وله يرثي: