في رعاية متقادم الذمة، لم يفقد إخوان أبيه معها إلا عينه: خلال حركن حاله عما قليل بعد أبيه عند سلطانه قسطاس السياسة، فاستبصر في إحضاره، وأدناه من اجتبائه، ورقاه في مراتب والده، منقلاً له في درجاتها، راضياً بلاءه فيما ناط به منها، حتى فرع ذروتها عما قليل، فأحظاه بالوزارة ووزره بحضرته الأثيرة إشبيلية، وجمع له أعاظم خططها العلية، معاطن التنافس من قوام المملكة: خطة ولاية المدينة مجموعة إلى خطة ولاية السكة - بكل استقل، وعلى كل استظهر، فكفى وعدل، فاغتبط به السلطان، وواتاه الزمان، والله يؤتي فضله من يشاء، له الفضل والامتنان.

وفي فصل: وكان أبو الوليد ممن أنشأته دولة الجهاورة، واصطفته الفرس للأساورة؛ اختص بأبي الوليد اختصاص القرح بالنور، وارتبط بهم ارتباط الإفاضة بالفور. وأبو الحزم ابن جهور إذ ذاك رأس الجماعة، وأصل تلك الإمرة المطاعة، من رجل أدهى من فقيد عمان، وأجرأ من ليث خفان، وأدهى من عمرو بن الجعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015