ومن يأذن إلى الواشين تسلق ... مسامعه بألسنة حداد ويا سيدي:

لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري ووالله توعمته أني أوتى ممن زعم أني أتيت منه، مع اتصالي به وانقطاعي إليه، واتسامي بالتأمل له والتعويل عليه،

إن المعارف في أهل النهى ذمم ... ولكن:

إذا كان غير الله للمرء عدة ... أتته الرزايا من وجوه الفوائد لقد كان من محاسن الشيم، وشروط المروءة والكرم، أن يهب لي ما أنكر لما عرف، ويغفر ما أسخط لما أرضى، ويدفع بالتي هي أحسن، ويؤثر الذي هو أجمل وأرفق، ويتوقف عند ما نص عليه من سعاية، وزف إليه من وشاية؛ فإن كان باطلاً ألغاه، وفضح المخبر المتقرب به وأقصاه، وإن كان حقاً صبر صبر الحليم، وأغضى إغضاء الكريم وقبل إنابة المعتب، واقتص في مؤاخذة المنب، فقدم التوقيف قبل التثقيف، والتأنيب قبل التأديب،

فإن الرفق بالجاني عتاب ... والحر يلحى والعصا للعبد ...

ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب - وهو يرى ويسمع أن بالحضرة قوماً لا يحصرهم العد، تحتمل سقطاتهم، وتغتفر هفواتهم، وتقال عثراتهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015