من الإيمان، وسمعت المثل: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فالمرء كثير بأخيه، وألا أقل من استعمال الجد، واستغراق الجهد:

فمبلغ نفس عذرها مثل منجح ... ولا لوم في أمري إذا بلغ العذر ... ولكن من لك بأخيك كله - وأين الشريك في المر أينا وبعد ما مر بي فالقضاء غالب، وما حم واقع، ولا حذر من قدر، وقد سبق السيف العذل، وتقدم من فعلي ما جف به القلم، وأنا الآن بحيث أمنت بعض الأمن، إلا أن رزاً من وعيد سقط إليّ بأن السعي لم يرتفع، وأن مادة البغي لم تنقطع، وأن البصيرة مستحكمة في استرجاعي من الأفق الذي أحل به، والجناب الذي أحط فيه. وأكد ذلك في ظني ما كان أشار إليه بعض من كنت آوي إلى الثقة بعهده، وأبني على الوثاقة من عقده، من الفقهاء الموسومين بالأثرة عند الحكم المذكور، والمكانة منه؛ وقد عاتبته على تأخيره عن مظافرتي، وتقصيره في مؤازرتي، فاعتذر بأن ذلك لا سبيل إليه، ولا منفذ للحيلة فيه، إذ المحرض علي لا تتأتى معارضته، ولا يتهيأ الاستبداد عليه، وأنه وصفني بالبذاء، وعابني بالتسلط على الأعراض، ووالله ما استجزت هذا بعد أن هتك من ستري ما هتك، وانتهك من حرماتي ما انتهك، إذ كنت أقول معذوراً، وأنفث مصدوراً، فكيف قبل ذلك إذ لم يحدث سبب، ولا عرض موجب -

وما لي وهذا المجتنى ثم ماليا ... و {ستكتب شهادتهم ويسئلون} (الزخرف: 19) وليست هذه ببكر من النمائم التي دخل بها بين العصا ولحائها:

وإني رأيت غواة الرجال ... لا يتركون أديماً صحيحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015